انغام المشاعر شباب نشيط
عدد الرسائل : 29 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 22/07/2008
| موضوع: تفسير سفر التكوين الجمعة يوليو 25, 2008 6:14 pm | |
| الكتاب المقدس فى العبرية [ العهد القديم ] ينقسم إلى ثلاث وحدات حسب واضعيها أولا : الناموس أو التوراة ؛ يحوى أسفار موسى الخمسة ( التكوين ، الخروج ، اللاويين ، العدد ، التثنية ) . ثانيا : الأنبياء – ينقسمون إلى أنبياء أولين وإلى أنبياء متأخرين ، القسم الأول يضم يشوع والقضاء حتى الملوك ، أما القسم الثانى فيشمل إشعياء وأرميا وحزقيال والأثنى عشر نبيا الصغار . ثالثا : الكتوبهيم وينقسم بدوره إلى ثلاثة أقسام : كتب شعرية مثل المزامير والأمثال وأيوب ، وأخرى مثل النشيد وراعوث ، …… وكتب تاريخية غير نبوية مثل دانيال وعزرا ونحميا وأخبار الأيام . بهذا تظهر أسفار موسى الخمسة كوحدة تسمى " الناموس " ، وإن كانت قد حملت أسماء أخرى مختلفة وردت فى العهدين ، منها : ·التوراة أو الشريعة ·سفر الشريعة أو كتاب موسى ·سفر توراة موسى ·سفر شريعة الله ·كتاب موسى ·ناموس ( شريعة ) الرب ·شريعة موسى وحدة تاريخية : تمثل هذه الأسفار وحدة تاريخية مترابطة معا ، تبدأ بخلق العالم من أجل الأنسان ثم خلق الأنسان نفسه ، وإذ سقط الأنسان هيأ له الله الخلاص ؛ فاختار الله الآباء الأولين إبراهيم وإسحق ويعقوب ، وفى مصر بدأت البذرة الأولى للشعب الذى هيأه الله ليتحقق من خلاله الخلاص للبشرية كلها ، ثم أقيم موسى كأول قائد لهذا الشعب ، أخرجه من عبودية فرعون وخلاله تمتعوا بالعهد عند جبل سيناء ، وأخيرا وقف بهم عند الشاطىء الشرقى للأردن ليسلمهم فى يد قائد جديد هو يشوع ، وكأنه بالناموس يسلمنا ليسوع قائد الحياة وواهب الميراث ، هكذا تحقق هذه الأسفار حقبة هامة متكاملة فى حياة البشرية من جهة علاقتها بالله ، وتمثل دورا هاما يعيشه الأنسان ، فيه يلمس رعاية الله له واهتمامه بخلاصه . هذا ومما يجدر ملاحظته أن التاريخ فى هذه الأسفار يمتزج بالأيمان ، فلا انفصال بين الأحداث التاريخية والعقيدة الأيمانية . محتويات الأسفار الخمسة : عرضت لنا هذه الأسفار المقدسة حديثا تاريخيا ممتزجا بالعقيدة ، يكشف عن خطة الله من جهة الأنسان ، أقامه كصاحب سلطان ، لكنه إذ حرم نفسه بنفسه من هذا المركز الفريد اهتم الله بخلاصه فاختار الآباء البطاركة كتهيئة لأختيار شعبه ومساندتهم بكل إمكانية حتى ينطلق بهم من أرض العبودية ويرافقهم فى البرية ويعولهم ماديا ويهتم بتقديم شرائع مقدسة . فى سفر التكوين نرى : أولا : الخليقة كمقدمة لتاريخ الخلاص التكوين 1 – 11 ثانيا : اختيار البطاركة كتهيئة لأختيار شعبه 12 – 50 . + إبراهيم 12 – 25 + إسحق 25 – 26 + يعقوب 26 – 36 + يوسف 37 – 50 من كاتب سفر التكوين ؟
موسى النبى ، يظن أنه كتبه فى مديان عندما كان يرعى غنم حميه يثرون ، والأرجح أنه كتبه بعد إستلامه لوحى الشريعة . وقد تعلم الكتابة من المصريين الذين تثقف بحكمتهم ، وإن كان الذى علم التلاميذ اللغات يوم الخمسين قادر أن يعلم موسى الكتابة . غاية السفر وسماته : شغل موضوع الخليقة العالم القديم بكل دياناته وفلسفاته وأدبه الشعبى وكان يحمل مزيجا من الأساطير والخرافات ، لذا التزم موسى أن يسجل فى شىء من البساطة التى يمكن أن يفهمها حتى الرجل العامى فى شرحه للخليقة بعيدة كل البعد عن الخزعبلات القديمة . الوحى الإلهى لم يهدف إلى عرض لاهوتيات وفلسفات خاصة بالخليقة وإنما أراد أن يدخل بنا إلى الخالق الذى يهتم بتجديد الخليقة بعد فسادها . أبرز هذا السفر جانبا هاما يمس علاقتنا بالله ، فالأنسان فى نظر الله ليس مجرد خليقة وسط ملايين من المخلوقات الأرضية والسماوية ، لكنه كائن فريد يحمل السمة الأرضية فى الجسد والسماوية فى الروح . له تقديره الخاص فى عينى الرب . الأنسان هو الكائن الوحيد الذى وهبه الله الأرادة الحرة التى تميزه عن سائر المخلوقات ... من أجل هذا خلق الله الأنسان سيدا على الأرض ، ومتسلطا على كل ما عليها وما تحتها ، ما فى البحار وما فى الهواء .... حتى على الفضاء ! لقد وهبه صورته ومثاله وأقامه كسفير له . وتبرز نظرة الله لنا واعتزازه بنا من شوقه أن ينسب نفسه إلينا متى تأهلنا لذلك ، فيدعو نفسه إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب .... يود أن يكون إلها خاصا بكل إبن له . النبوات فى سفر التكوين : يقدم لنا السفر بداية النبوات الخاصة بمجىء السيد المسيح كمخلص العالم ، فقد وعد الله الأنسان بعد السقوط مباشرة أن " نسل المرأة " يسحق رأس الحية ( 3 : 15 ) ، ولم يقل " نسل الرجل " لأن السيد المسيح جاء متجسدا فى أحشاء القديسة العذراء مريم بغير زرع بشر ، هذا الذى سحق رأس الحية القديمة أى ابليس ( رؤ 20 : 2 ) . فى سفر التكوين نتلمس شخصية ربنا يسوع المسيح كمخلص معلنة خلال نبوات صريحة ورموز كثيرة ، ويبقى السيد المسيح كعصب الأسفار لنراه : " هو هو أمس واليوم وإلى الأبد "
جاء ليخلص الخطاة ويعد بمجيئه الأخير ليضمنا إلى مجده كعروس مقدسة له . + + +
الأصحاح الأول مقدمة : نود فى دراستنا لسفر التكوين الألتزام بروح كنيستنا التى تتطلع إلى الكتاب المقدس لا ككتاب علمى أو فلسفى وإنما كسر حياة مع الله يتمتع بها الأنسان ويعيشها ، ولهذا عندما كتب القديس باسيليوس الكبير مقالاته عن أيام الخليقة الستة أوضح أن عمل الكنيسة ليس البحث عن طبيعة الأشياء والمخلوقات وإنما دراسة عملها ونفعها .
( 1 ) اللــه الخالق
بدأ سفر التكوين بهذه الأفتتاحية البسيطة : " فى البدء خلق الله السموات والأرض " ع 1 إن كان التعبير " فى البدء " لا يعنى زمنا معينا ، إذ لم يكن الزمن قد أوجد بعد ، حيث لم تكن توجد الكواكب بنظمها الدقيقة ، لكنه يعنى أن العالم المادى له بداية وليس كما أدعى بعض الفلاسفة أنه أزلى ، يشارك الله فى أزليته . " فى البدء " لا يعنى زمنا وإلا كان للبدء بداية ونهاية ، لكن " البدء " هنا يعنى حركة أولى لا كما زمنيا ، كقول الكتاب : " بدء الحكمة مخافة الله " ( أم 9 : 10 ) . يأخذ كثير من الآباء بأن عبارة " فى البدء " من الجانب الروحى تعنى " فى المسيح يسوع " أو " فى كلمة الله " خلقت السموات والأرض .. عندما سأل اليهود السيد المسيح : من أنت ؟ أجابهم : " أنا هو البدء " ( يو 8 : 25 ) . هكذا فى البدء خلق الله السموات والأرض . + من هو بدء كل شىء إلا ربنا ومخلص جميع الناس ( 1 تى 4 : 10 ) يسوع المسيح ، : " بكر كل خليقة " ( كو 1 : 15 ) ؟ وكما يقول الأنجيلى يوحنا فى بداية إنجيله : " فى البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله ، هذا كان فى البدء عند الله ، كل شىء به كان وبغيره لم يكن شىء مما كان " ( يو 1 : 1 – 3 ) . فالكتاب لم يتحدث عن بداية زمنية ، إنما عن هذه البداية التى هى المخلص ، إذ به صنعت السموات والأرض .
( 2 ) روح اللـــه والمياة : " وكانت الأرض خربة وخالية ، وعلى وجه الغمر ظلمة ، وروح الله يرف على وجه المياة " ( ع 2 ) . فى الترجمة السبعينية قيل عن الأرض : " غير منظورة وغير كاملة " ، غير منظورة لعدم خلق الأنسان بعد لكى يراها ، ولأن المياة كانت تغطيها تماما ، أو لأن النور لم يكن بعد قد أشرق عليها فكان الجو غامضا ، أما كونها " غير كاملة " فبسبب عدم قدرتها على الإنبات . على أى الأحوال إن كان الوحى قد أعلن أن الآب خلق السموات والأرض بكلمته ( ع 1 ) فهنا يكشف عن دور الروح القدس الذى كان يرف على وجه المياة ليخلق من الأرض الخربة والخاوية عالما صالحا جميلا . ولا يزال الروح القدس إلى يومنا هذا يحل على مياة المعمودية ليقدسها فيقيم من الأنسان الذى أفسدته الخطية وجعلت منه أرضا خربة وخاوية ؛ سموات جديدة وأرضا جديدة ....
( 3 ) اليوم الأول : أول عمل يقدمه الله هو إنطلاق النور : " وقال : ليكن نور ، فكان نور ، ورأى الله النور أنه حسن ، وفصل الله بين النور والظلمة ، ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا ، وكان مساء وكان صباح يوما واحدا " ( ع 3 – 5 ) . يلاحظ فى هذا النص : أولا : إلى سنوات قليلة كان بعض العلماء يتعثرون فى هذه العبارة قائلين كيف ينطلق النور فى الحقبة الأولى قبل وجود الشمس ؟ إذ كان الفكر السائد أن النور مصدره الشمس ، لكن جاءت الأبحاث الحديثة تؤكد أن النور فى مادته يسبق وجود الشمس ، لهذا ظهر سمو الكتاب المقدس ووحيه الإلهى ، إذ سجل لنا النور فى الحقبة الأولى قبل خلق الشمس ، الأمر الذى لم يكن يتوقعه أحد . لقد ظهر النور حينما كانت الشمس فى حالتها السديمية الأولى ، أى قبل تكوينها الكامل . ثانيا : من الجانب الرمزى هذا النور خاص بالمدينة السماوية المقدسة التى تضم الملائكة القديسين ، وفيها ينعم المؤمنون بالأبدية ، هذه التى قال عنها الرسول أنها أورشليم العليا ، أمنا الأبدية فى السموات ( غلا 4 : 26 ) ، والتى يكون لنا فيها نصيب ، إذ قيل : " جميعكم أبناء نور وأبناء نهار ، لسنا من ليل ولا ظلمة " ( 1 تس 5 : 5 ) ثالثا : فصل الله بين النور والظلمة لكى نقبل النور كأبناء للنور وأبناء للنهار ونرفض الظلمة فلا نسقط تحت ليل الجهالة المهلك . رابعا : ليست " الظلمة " مادة مخلوقة أوجدها الله ، بل هى حرمان من النور فبظهور النور انفضحت الظلمة وعرفت . خامسا : " ورأى الله ذلك النور أنه حسن " ( ع 4 ، 12 ، 18 ، 21 ) ... [ الله لا يحكم بأن الشىء حسن خلال افتتان العين به ولا لتذوق الفكر لجماله كما نفعل نحن وإنما يراه حسنا متى كان الشىء كاملا ، مناسبا لعمله ، نافعا حتى النهاية ] . سادسا : يختم حديثه عن اليوم الأول أو الحقبة الأولى بقوله : " وكان مساء وكان صباح يوم واحدا " . بدأ بالمساء وختم بالصباح ، وفى التقليد اليهودى يبدأ اليوم بالعشية ويليها النهار ، فإن كان المساء يشير إلى الجسد القابل للموت ، والصباح يشير إلى خدمة البر أو النور فإن المساء يسبق الصباح بمعنى أن يكون الجسد خادما للبر ، لا البر خادما لشهوات الجسد. ( 4 ) اليوم الثانى .... الجلد : ( تك 1 : 6 – 8 ) " وقال الله ليكن جلد فى وسط المياة ............" ربما يقصد بالجلد المنطقة التى فوق الأرض مباشرة التى تطير فيها الطيور وليس الفضاء حيث الكواكب ...ويمكننا أن ندرك طريقة تحقيق أمر الله إن علمنا أن الأرض كانت فى غليان مستمر وبخار فكانت محاطة بغلاف كثيف . وفى الفترة ما بين الحقبة الأولى والحقبة الثانية أخذت درجة الحرارة تهبط ، وبالتالى هدأ البخار وبدأ الجو يصير صحوا ، أما تسمية الجلد " سماء " فذلك من قبيل اطلاق هذه الكلمة على ما هو سام ومرتفع فوق الأرض . هذا الجلد يفصل ما بين المياة التى من فوق أى السحب ، والمياة التى من أسفل أى البحار والمحيطات .
+ + + ( 5 ) اليوم الثالث : انبات الأرض
كتب موسى فى سفر التكوين ( 1 : 13 ) : " وقال الله لتجتمع المياة تحت السماء إلى واحد ولتظهر اليابسة ، وكان كذلك ودعا الله اليابسة أرضا ومجتمع المياة دعاه بحارا ، وراى الله ذلك أنه حسن " كتب موسى بأن الله جمع المياة تحت السماء إلى مكان واحد ، والمتأمل فى خريطة العالم يلاحظ فعلا أن ذلك صحيح علميا ، إذ أن جميع المحيطات السبعة لها قاع واحد ، إذ هى مشتركة مع بعضها فى القاع . ولكن موسى كان حريصا إذ ذكر البحار منفصلة ، لأنه ذكرها بصيغة الجمع " بحارا " . وفى أيام موسى كان البحر الأحمر والبحر الأبيض وربما بعض أجزاء من المحيط الأطلنطى معروفين لدى البشر ، وأن المحيطات السبعة المعروفة الآن لدينا لم تكتشف إلا بعد قرون طويلة حين بنى الأنسان المراكب الضخمة ، فكيف عرف موسى أن البحار مع كونها منفصلة إلا أن قاعا واحدا لها !
( 6 ) اليوم الرابع : خلق الأنوار .. من أجل الأنسان خلق الله العوالم الشمسية فى دقة نظامها الفائق ، لا ليجعل منا رجال فلك وإنما لأجل خدمتنا واعلان حبه لنا . إن كان الله قد خلق الشمس لتنير للأنسان له فى النهار وتكون له عونا فى كل حياته ، إنما يقدم لنا كلمته الحى شمس البر الذى يحول ظلمتنا إلى نهار لا ينقطع ، واهبا إيانا حياة جديدة داخلية . يسطع باشراقاته على الكنيسة فيجعل منها قمرا تضىء على العالم ، ويعمل فى كل عضو ليجعل منه نجما له موضعه ليدور فى الفلك الذى له ساكبا نورا وبهاء على الأرض .
( 7 ) اليوم الخامس : خلق الأسماك والطيور .. إذ تهيأت الأمور لخلق الأسماك قال : " لتفض المياة ذات أنفس حية " ( ع 20 ) ، فكانت بداية الخلائق التى لها نفس حية فى المياة ، وكما انجبت المياة كائنات حية طبيعيا بكلمة الله هكذا تلد المياة المقدسة الآن بكلمة لله كائنات حية حسب النعمة ، إذ نعيش كالسمك متمثلين بالمسيح السمكة الحقيقية . ( 8 ) اليوم السادس : الحيوانات والإنسان ... هيأ الله كل شىء لخلق الحيوان ثم خلق الإنسان ، مقدما لهم الأمور المنظورة وغير المنظورة ، يرى القديس ثاوفيلس الأنطاكى أن الحيوانات المفترسة لم تحمل روح الشراسة إلا بعد سقوط الإنسان ، مما قدمه الإنسان لنفسه من فساد خلال عصيانه إنعكس على طبيعة الأرض لتخرج شوكا وحسكا وعلى الحيوانات ليحمل بعضها نوعا من الشراسة ، تزول لكثير من الأبرار ... أخيرا توج الله خليقته الأرضية بخلق الأنسان لا كخليقة وسط مخلوقات بلا حصر ، وإنما على صورته ومثاله ، وأقامه سيدا على الخليقة الأرضية ... ويلاحظ فى خلق الإنسان الآتى : أولا : إن ما يشد أنظارنا فى خلق الإنسان قوله : " نعمل الأنسان على صورتنا كشبهنا " ( ع 26 ) ، مؤكدا : " فخلق الله الأنسان على صورته ، على صورة الله خلقه " ( ع 27 ) ، الأمر الذى لم نسمع عنه قط فى خليقة أخرى ، إذ أوجد النفس تحمل صورة الثالوث القدوس ، وتتسم بالتمثل بالله ... ثانيا : فى خلق الإنسان وحده دون سائر الخليقة يقول الله : " نعمل " بصيغة الجمع ، إذ يلذ للثالوث القدوس أن يعمل معا بسرور من أجل هذا الكائن المحبوب . ثالثا : خلق الله الإنسان فى النهاية حتى يتوجه كملك على الخليقة ، وكما نقول فى القداس الغريغورى أنه لم يجعلنا معوزين شيئا من أعمال كرامته ، خلق كل شىء من أجله وأعطاه سلطانا ، إذ قال : " إملأوا الأرض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض " ( ع 28 ) . لم يخلقه كائنا خانعا فى مذلة إنما أراده صاحب سلطان على نفسه كما على بقية الخليقة . رابعا : جاء خلق الإنسان فى اليوم السادس أو الحقبة السادسة حتى إذ تكمل خلقته لا يرى الله أن كل ما عمله حسن فقط بل " حسن جدا " ( ع 21 ) ، فيستريح فى اليوم السابع ، أى يفرح ويسر بالإنسان موضع حبه . وكما خلق الإنسان فى اليوم السادس ، قدم السيد المسيح حياته فدية على الصليب ليعيد خليقته أو يجددها روحيا فى اليوم السادس فى وقت الساعة السادسة !! خامسا : فى حديثه العام عن الخلق تحدث هنا عن خلقه الإنسان فى عبارة مختصرة ودقيقة للغاية ، إذ يقول : " ذكرا وأنثى خلقهم " ( ع 27 ) ، مع أنه سيعود ويتحدث فى شىء من التفصيل عن خلق آدم ثم حواء ، لكنه من البداية أكد " ذكرا وأنثى خلقهم " ليظهر أن لنا أبا واحدا وأما واحدة ، فترتبط البشرية كلها برباط دم واحد .. وليؤكد جانبا آخر هو تقديس لسر الزواج بين الرجل والمرأة بكونه سر الوحدة بينهما .
" فأكملت السموات والأرض وكل جندها ... وفرغ اللـــه فى اليوم السابع من عمله ، فاستراح فى اليوم السابع من جميع عمله الذى عمل .... وبارك اللـــــه اليوم السابع وقدسه .. لأنه فيه استراح من جميع عمله الذى عمل اللــــه خالقا " ويمكن أن نقارن بين ما خلق فى الثلاثة أيام الأولى للخلق ، والثلاثة أيام التالية للخلق ،
أولا : الأيام الثلاثــــــة الأولى
ثانيا : الأيام الثلاثة الأخرى
اليوم الأول فصل اللــــــه بين النور والظلمة ، ودعا الله النور نهارا ..... والظلمة دعاها ليلا وكان مساء وكان صباح يوما واحدا . اليوم الرابع وقال الله لتكن أنوار فى جلد السماء لتفصل بين النهار والليل .. فعمل الله النورين العظيمين ، النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل .. والنجوم . اليوم الثانى عمل الله الجلد وفصل بين المياة التى تحت الجلد والمياة التى فوق الجلد ... ودعا الله الجلد سماء وكان مساء وكان صباح يوما ثانيا اليوم الخامس وقال الله لتفض المياة زحافات ذات أنفس حية وليطر طير فوق الأرض على وجه جلد السماء اليوم الثالث قال الله لتجتمع المياة تحت السماء إلى مكان واحد ولتظهر اليابسة .. وكان كذلك ودعا الله اليابسة أرضا ، ومجتمع المياة دعاه بحارا .. وكان مساء وكان صباح يوما ثالثا اليوم السادس قال الله لتخرج الأرض ذوات أنفس حية كجنسها بهائم ودبابات ووحوش أرض كأجناسها ... وخلق اللــــه الأنسان على صورته ... اما فى اليوم السابع : فقد استراح اللــــــه من جميع عمله الذى عمل منقول | |
|
منقوشة على كف الهى نائبة مدير
عدد الرسائل : 48 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 31/07/2008
| موضوع: رد: تفسير سفر التكوين السبت سبتمبر 06, 2008 8:54 am | |
| شكرا جدا يا انغاااااام ع الموضوع الجميل كتير فى انتظار المزيد الرب يبارك حياتك | |
|
saly 14 مشرفه علي قسم قصص مسيحيه
عدد الرسائل : 37 العمر : 29 تاريخ التسجيل : 05/09/2008
| موضوع: رد: تفسير سفر التكوين الإثنين سبتمبر 08, 2008 11:50 pm | |
| مرسى كتير على الموضوع الرووعة والررب يبارك حياتك | |
|