صلوات الأجبية ومزاميرها
* تأملات في كتاب المزامير لـ داؤود (مزامير داود):
تفسير سفر مزمور: فهرس المزامير بالرقم | فهرس المزامير حسب الأجبية | مقدمة للبابا شنودة | مقدمة سفر المزامير | مزامير الأجبية | مزمور 1 | مزمور 2 | مزمور 3 | مزمور 4 | مزمور 5 | مزمور 6 | مزمور 7 | مزمور 8 | مزمور 9 | مزمور 10 | مزمور 11 | مزمور 12 | مزمور 13 | مزمور 14 | مزمور 15 | مزمور 16 | مزمور 17 | مزمور 18 | مزمور 19 | مزمور 20 | مزمور 21 | مزمور 22 | مزمور 23 | مزمور 24 | مزمور 25 | مزمور 26 | مزمور 27 | مزمور 28 | مزمور 29 | مزمور 30 | مزمور 31 | مزمور 32 | مزمور 33 | مزمور 34 | مزمور 35 | مزمور 36 | مزمور 37 | مزمور 38 | مزمور 39 | مزمور 40 | مزمور 41 | مزمور 42 | مزمور 43 | مزمور 44 | مزمور 45 | مزمور 46 | مزمور 47 | مزمور 48 | مزمور 49 | مزمور 50 | مزمور 51 | مزمور 52 | مزمور 53 | مزمور 54 | مزمور 55 | مزمور 56 | مزمور 57 | مزمور 58 | مزمور 59 | مزمور 60 | مزمور 61 | مزمور 62 | مزمور 63 | مزمور 64 | مزمور 65 | مزمور 66 | مزمور 67 | مزمور 68 | مزمور 69 | مزمور 70 | مزمور 71 | مزمور 72 | مزمور 73 | مزمور 74 | مزمور 75 | مزمور 76 | مزمور 77 | مزمور 78 | مزمور 79 | مزمور 80 | مزمور 81 | مزمور 82 | مزمور 83 | مزمور 84 | مزمور 85 | مزمور 86 | مزمور 87 | مزمور 88 | مزمور 89 | مزمور 90 | مزمور 91 | مزمور 92 | مزمور 93 | مزمور 94 | مزمور 95 | مزمور 96 | مزمور 97 | مزمور 98 | مزمور 99 | مزمور 100 | مزمور 101 | مزمور 102 | مزمور 103 | مزمور 104 | مزمور 105 | مزمور 106 | مزمور 107 | مزمور 108 | مزمور 109 | مزمور 110 | مزمور 111 | مزمور 112 | مزمور 113 | مزمور 114 | مزمور 115 | مزمور 116 | مزمور 117 | مزمور 118 | مزمور 119 (قطعة: أ - ب - ج - د - هـ - و - ز - ح - ط - ي - ك - ل - م - ن - س - ع - ف - ص - ق - ر - ش - ت) | مزمور 120 | مزمور 121 | مزمور 122 | مزمور 123 | مزمور 124 | مزمور 125 | مزمور 126 | مزمور 127 | مزمور 128 | مزمور 129 | مزمور 130 | مزمور 131 | مزمور 132 | مزمور 133 | مزمور 134 | مزمور 135 | مزمور 136 | مزمور 137 | مزمور 138 | مزمور 139 | مزمور 140 | مزمور 141 | مزمور 142 | مزمور 143 | مزمور 144 | مزمور 145 | مزمور 146 | مزمور 147 | مزمور 148 | مزمور 149 | مزمور 150 | مزمور 151 | ملخص عام لسفر المزامير
نص سفر مزمور: مزمور 1 | مزمور 2 | مزمور 3 | مزمور 4 | مزمور 5 | مزمور 6 | مزمور 7 | مزمور 8 | مزمور 9 | مزمور 10 | مزمور 11 | مزمور 12 | مزمور 13 | مزمور 14 | مزمور 15 | مزمور 16 | مزمور 17 | مزمور 18 | مزمور 19 | مزمور 20 | مزمور 21 | مزمور 22 | مزمور 23 | مزمور 24 | مزمور 25 | مزمور 26 | مزمور 27 | مزمور 28 | مزمور 29 | مزمور 30 | مزمور 31 | مزمور 32 | مزمور 33 | مزمور 34 | مزمور 35 | مزمور 36 | مزمور 37 | مزمور 38 | مزمور 39 | مزمور 40 | مزمور 41 | مزمور 42 | مزمور 43 | مزمور 44 | مزمور 45 | مزمور 46 | مزمور 47 | مزمور 48 | مزمور 49 | مزمور 50 | مزمور 51 | مزمور 52 | مزمور 53 | مزمور 54 | مزمور 55 | مزمور 56 | مزمور 57 | مزمور 58 | مزمور 59 | مزمور 60 | مزمور 61 | مزمور 62 | مزمور 63 | مزمور 64 | مزمور 65 | مزمور 66 | مزمور 67 | مزمور 68 | مزمور 69 | مزمور 70 | مزمور 71 | مزمور 72 | مزمور 73 | مزمور 74 | مزمور 75 | مزمور 76 | مزمور 77 | مزمور 78 | مزمور 79 | مزمور 80 | مزمور 81 | مزمور 82 | مزمور 83 | مزمور 84 | مزمور 85 | مزمور 86 | مزمور 87 | مزمور 88 | مزمور 89 | مزمور 90 | مزمور 91 | مزمور 92 | مزمور 93 | مزمور 94 | مزمور 95 | مزمور 96 | مزمور 97 | مزمور 98 | مزمور 99 | مزمور 100 | مزمور 101 | مزمور 102 | مزمور 103 | مزمور 104 | مزمور 105 | مزمور 106 | مزمور 107 | مزمور 108 | مزمور 109 | مزمور 110 | مزمور 111 | مزمور 112 | مزمور 113 | مزمور 114 | مزمور 115 | مزمور 116 | مزمور 117 | مزمور 118 | مزمور 119 | مزمور 120 | مزمور 121 | مزمور 122 | مزمور 123 | مزمور 124 | مزمور 125 | مزمور 126 | مزمور 127 | مزمور 128 | مزمور 129 | مزمور 130 | مزمور 131 | مزمور 132 | مزمور 133 | مزمور 134 | مزمور 135 | مزمور 136 | مزمور 137 | مزمور 138 | مزمور 139 | مزمور 140 | مزمور 141 | مزمور 142 | مزمور 143 | مزمور 144 | مزمور 145 | مزمور 146 | مزمور 147 | مزمور 148 | مزمور 149 | مزمور 150 | مزمور 151 | المزامير كامل
صلوات الأجبية
لماذا نصلي 7 صلوات؟ ولماذا نصلي المزامير في صلوات الأجبية؟
1. لأن الرسل كانوا يستعملونها (أع1:3 + 1:2،15،46 + 9:10).
2. قال بولس الرسول في (1كو16:14) متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور + (أف19:5).
3. من أقوال الآباء نفهم أن هذا نظام رسولي واتبعته الكنيسة عنهم.
4. أجمعت الكنائس الرسولية شرقاً وغرباً على استعمال المزامير في العبادة.
5. يقول داود النبي سبع مرات في النهار سبحتك.. (مز164:119). ورقم (7) رقم كامل والمقصود أنه كان يلهج النهار كله في تسبيح الله. ولكن الآباء حددوا هذه الأوقات والرسل كانوا يصلون فيها، ففيها تجتمع الكنيسة ويكون الله في وسطهم، ومعاشرة الله المستمرة هي سبب بركتهم وقوتهم. وكل صلاة منهم تذكرنا بحدث ما في حياة السيد المسيح.
ساعات الأجبية
صلاة باكر:
تصلي في الفجر لتقديم باكورة اليوم للرب، نبدأ بالرب، فهو الألف وهو الياء، والمسيح هو كوكب الصبح المنير وهو شمس البر، فنذكر مع بداية إشراق الشمس المسيح شمس البر. لذلك ففي (مز2) في صلاة باكر نسمع عن ولادة المسيح بالجسد وفي الإنجيل نسمع عن أن الكلمة الأزلى أتخذ له جسداً وفيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. ونصلي في صلاة باكر تسبحة الملائكة.
ونذكر في هذه الساعة أيضاً ساعة القبض على يسوع بواسطة الجند بعد أن قضى الليل كله ساهراً في الصلاة في بستان جثيماني وفي (مز2) نرى تآمر الجند والرؤساء ضد المسيح. وفي هذه الساعة أيضاً نذكر قيامة المسيح في الفجر ولذلك نسمع في (مز3) "أنا نمت وقمت ثم استيقظت" ونرتل (مز16) مزمور القيامة. ونحن نصلي صلاة باكر عندما نستيقظ من النوم (الموت الصغير) فنذكر أن قيامة الرب يسوع هي عربون لقيامتنا. وفيها نتضرع لله أن يشرق بنوره فينا لنعرفه. وإذا بدأنا يومنا بالصلاة كأننا نقدم الباكورة لله فيتقدس اليوم كله (يتقدس الملء)
صلاة الساعة الثالثة:
الساعة 9 صباحاً فيها صدر الحكم بالصلب وفيها صعد الرب وحل الروح القدس. تشير لوقت صدور الحكم على ربنا بالصلب. وفي هذا الوقت أيضاً حل الروح القدس على التلاميذ. ففي هذه الساعة صدر الحكم على المسيح رغم شهادة بيلاطس ببراءته، فبدأ الجند في جلده ووضع إكليل الشوك. لذلك تبدأ المزامير بالمزمور (20) "يستجيت لك الرب يوم شدتك" ولأن المسيح كان صامتاً لا يتكلم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). أمام كل هذا نرتل (مز26) "احكم لي يا رب فإني بدعتي سلكت.. اختبرني يا رب وجربني".
ونذكر في هذه الساعة صعود ربنا يسوع المسيح إلى السماء "ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية (مز24) ونرتل (مز47) "صعد الله بتهليل" ونذكر في هذه الساعة حلول الروح القدس وهذا موضوع الإنجيل والقطع ويطلب المصلي إنسكاب الروح القدس عليه.
صلاة الساعة السادسة:
الساعة 12 ظهراً فيها صلب الرب يسوع.
تذكرنا هذه الساعة بحادثة صلب الرب يسوع على الصليب لأجل خلاصنا ولذلك نجد في مزاميرها ما يشير لآلامه المبرحة التي احتملها لأجلنا (مز54) "الغرباء قاموا عليّ والأقوياء طلبوا نفسي.." أسنان بني البشر سهام وسلاح ولسانهم سيف مرهف (مز57). وتنتهي مزامير السادسة بمزمور (93) أن كرسي الله ثابت لا يتزعزع أي ملكوته وكنيسته. والإنجيل عن التطويبات التي يشجع بها الرب تلاميذه على احتمال الآلام والاضطهاد من أجله كما تحمل الأنبياء قبلهم. وفي القطع نصلي لمن صلب عنا أن يصلب إنسان الخطية الساكن فينا ويسمر مخافته في قلوبنا.
صلاة الساعة التاسعة:
الساعة 3 ظهراً فيها ذاق المسيح الموت بالجسد.
في هذه الساعة نذكر أن الرب مات عنا وأسلم روحه في يدي الآب فخلصنا من سلطان الخطية والموت وفيها أيضاً قبل توبة اللص الذي آمن به (فهو أتي وصلب لأجل هذا الغرض). وفي هذه الساعة انقشعت الظلمة التي سادت الأرض منذ الساعة السادسة دليل على انتهاء مملكة الشيطان المظلمة بعد انتصار المسيح عليه في المعركة الحاسمة على الصليب وبدأ الله يملك على شعبه، لذلك نكرر في مزاميرها "الرب قد ملك" كما نكرر التسبيح والتمجيد لله "سبحوا الرب تسبيحاً جديداً فقد أكمل عمله الخلاصي لنا وقال قد أكمل، وإنشق حجاب الهيكل وتصالح الله مع البشر، وقام كثير من الراقدين علامة القيامة مع المسيح لكل المؤمنين.
أما الإنجيل فهو عن إشباع الجموع لأن يسوع تحنن علينا وأعطانا جسده ودمه حتى لا نضعف في هذا العالم الشرير ونتمكن من مقاومة محاربات إبليس، كما لم يقبل أن يصرف الـ5000 جائعين بل أشبعهم. ولذلك نصلي في القطع "إجعلني شريكاً لنعمة أسرارك المحيية، لكيما إذا ذقت من أحساناتك أقدم لك تسبحة.
صلاة الحادية عشرة (الغروب)
الساعة 5 مساء فيها أنزل الجسد المقدس من على الصليب.
فيها نذكر أن الجسد المقدس أنزل من على الصليب، فنشكره على خلاصه وعلى رعايته لنا حتى المساء، ونطلب أن يحسبنا مع أصحاب الساعة الحادية عشر، فيها نشكر المسيح الذي بموته شفانا وأراحنا من لعنة الخطية، ونصلي أن يحفظنا في كل أيام غربتنا كما حفظنا حتى هذا المساء. ونذكر في هذه الساعة بأن شمس حياتنا لابد وستغرب كما غربت شمس ذلك اليوم فنستعد بالتوبة وكما قدم يوسف ونيقوديموس حنوطاً وأطياباً نقدم للمسيح صلاتنا ونرجوه أن يتقبلها رائحة طيبة ولأن المسيح أعطانا بموته راحة نبدأ المزامير بتسبيحه "سبحوا الرب يا جميع الأمم.." وفي المزمور التالي يهيب بالجميع أن يعترفوا بخلاص الله. وهذا المزمور هو نبوة عما حدث للرب يسوع فقد اجتمع حوله كثيرين من الأعداء "وباسم الرب انتقمت منهم" ثم يقول إليك يا رب صرخت في حزني.. فاستجبت لي وفي هذا إشارة إلى أن الموت ما كان ممكناً أن يحجز المسيح له المجد.
وإنجيل الغروب هو عن شفاء يسوع لحماة سمعان، فموته أعطانا الراحة والشفاء وفي القطع نتعلم أن نتضع أمام الله كالعشار.
صلاة الثانية عشرة (النوم)
فيها دفن الرب يسوع في القبر.
نذكر هنا دفن الرب يسوع في القبر ونزوله إلى الجحيم ليخلص من رقدوا على الرجاء وفيها نطلب أن يعطينا الله توبة في نهاية اليوم، قبل أن تنتهي حياتنا على الأرض.وأن يمنحنا نوماً طاهراً، ويعدنا ليوم جديد نمجده فيه. ففي هذه الساعة أيضاً نذكر أخر ساعة في عمرنا فنتوب. ومزامير هذه الساعة تشير للقيامة بعد الموت فهي تبدأ من الأعماق صرخت إليك يا رب.. فيسوع ذهب للجحيم ليخلص من كانوا قد ماتوا على هذا الرجاء (1بط18:3،19) + (1بط6:4)
أما الإنجيل فيحدثنا عن سمعان الشيخ.. الآن يا سيدي تطلق عبدك بسلام "هذه تذكرنا بقول بولس الرسول "لي اشتهاء أن أنطلق.." فالنوم هو موت صغير. والقطع تذكرنا بأنه توجد دينونة بعد الموت. هي صلاة توبة في نهاية اليوم.
صلاة نصف الليل:
تذكرنا بالمجيء الثاني الذي يأتي كلص في الليل، في ساعة لا يعرفها أحد وتنقسم لثلاث خدمات في الأولى نتذكر الاستعداد لمجيئه وفي الثانية نطلب التوبة وفي الثالثة نذكر أنفسنا بالسهر استعداداً للمجيء الثاني (مت6:25)
لذلك ففي الخدمة الأولى نصلي (مزمور 119) الكبير الذي ينصب على حفظ الوصايا وبركات من يحفظ الوصية ويدرس الكتاب المقدس. ومن يفعل يكتشف خطيته فينسحق أمام الله. وهنا نأتي للخدمة الثانية فنجد المرأة الخاطئة "اعطني يا رب ينابيع دموع.." ومن عاش حياة التوبة حقاً يبدأ يهتم بالناس وبشبعهم الروحي، وهذا ما نسمع عنه في الخدمة الثالثة "من هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه.. وهذا ما تفعله الكنيسة مع أبنائها حتى يتصور المسيح فيهم.
وتبدأ صلاة نصف الليل بهذه التسبحة "قوموا يا بني النور لنسبح رب القوات" فنذكر صلوات الرب يسوع في البستان ولا نكون نائمين كما نام التلاميذ، ومن يسهر يسمع تعزية الرب يسوع "لا تخف أيها القطيع الصغير فإن أباكم قد سُرَّ أن يعطيكم الملكوت".
صلاة الأجبية: حينما سأل اليهود المسيح ليصنع لهم معجزة قال.. لا تعطي لهم آية سوى آية يونان النبي، وفي هذا إشارة لموته وقيامته. فالمعجزة قد تسبب إيمان الناس أو لا تسبب هذا. أما ما يملأ القلب حباً لله فهو التأمل في ألامه ومحبته التي ظهرت في الصليب "نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً " لذلك فالكنيسة تعطينا فرصة يومية بصلوات الأجبية لنعيش أحداث آلام المسيح وقيامته ونتأمل فيها فيشتعل القلب بحب الله، ويزداد إيماننا ورجاؤنا.
مزامير نصف الليل
يقول المرنم "في نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك" (مز62:119) لذلك رتبت الكنيسة صلاة نصف الليل للتأمل في الأقوال الإلهية والأحكام السمائية.
وعندما كان السيد المسيح يصلي في البستان كان التلاميذ قد غلبهم النوم، فكان المسيح يأتي ليحثهم على السهر والصلاة لئلا يدخلوا في تجربة. وكما صلي المسيح في البستان 3 مرات كذلك رتبت الكنيسة تسبحة نصف الليل على ثلاث خدمات.
الخدمة الأولى:
نصلي فيها بعض مزامير مأخوذة من باكر والسادسة والغروب، وهي تتفق مع جهاد المسيح في البستان، ونبوات عن آلام المسيح وموته بالجسد، والمزامير كلها صراخ لله في وقت الضيقة وتسبيح لله على استجابته والخلاص الذي قدمه (عب7:5). وهذا لأن في وقت نصف الليل كان المسيح في القبر إذ قام باكراً والظلام باقٍ. ونحن إذ نصلي بهذه المزامير نذكر ضيقة حياتنا الأرضية فنصرخ لله ليعيننا في شدائدنا وفي حروبنا الروحية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). مشتاقين للمجيء الثاني لنجد فيه الراحة والمجد، فكما أننا في الليل نرقب طلوع الشمس ومجيء النور، هكذا في حياتنا نرقب مجيء المسيح شمس برنا. ولذلك نصلي في هذه الخدمة إنجيل العذارى الحكيمات اللواتي كن مستعدات لاستقبال العريس.
كيف نستعد لاستقبال العريس؟ هذا ما يجيب عنه (مز9:119) "بم يزكي الشاب طريقه. بحفظه إياه حسب كلامك" أي بحفظ وصايا الله، وهو بهذا يحفظ نفسه. والمزمور (119) يكرر الكلمات (وصايا/ ناموس/ شهادات/ حقوق/ طرق/ فرائض/ عجائب/ أقوال/ كلمات/ أحكام) ويشرح ويؤكد أهمية الوصايا الإلهية، وأنها كنور يرشد من يسير في طريق الملكوت، وأنها تحرر الإنسان من سلطان الخطية. وتنميه في النعمة والقامة. ومن يستمع للوصايا يكافئه الله (بعدم الخزي/ وعدم السقوط في الخطية/ والنجاة من الهلاك/ وإقتناء الحكمة والاستنارة/ رضى الرب) وبالتالي يضمن أن يكون له مع العذارى الحكيمات نصيباً في الحياة الأبدية.
والمزمور (119) يحتوي على (22) قطعة بحسب حروف الأبجدية العبرانية، وكل قطعة آياتها تبدأ بحرف.
الخدمة الثانية:
نصلي فيها مزامير الغروب (120-129) من ترانيم المصاعد. وكما ذكرنا من قبل أنها تتدرج روحياً. فمن يسلك بحسب وصايا الله ينمو روحياً. أما الإنجيل فيحدثنا عن دموع المرأة الخاطئة التي أحبت كثيراً وجاهدت بدموع كثيرة وإنسحاق تام حتى نالت غفران خطاياها. وهذا هو المطلوب من كل منا أن ننسحق مثلها ونشعر بخطايانا فنحن لا نستطيع أن نقترب من الله إلا بأسلوب المرأة الخاطئة.
المزمور (119) يكلمنا عن وصايا الرب والوصايا تقود للتوبة. وموضوع التوبة هو محور خدمة نصف الليل الثانية.
الخدمة الثالثة:
نصلي فيها مزامير النوم. وهي تشمل بقية ترانيم المصاعد ومزامير صراخ لله ثم مزامير تسابيح لله على استجابته. وإنجيل الخدمة الثالثة يحدثنا أن لنا نصيباً في الملكوت قد أعده لنا الله فلنوجه إهتمامنا وأنظارنا إليه حتى لا نفقده ولنصرخ في جهادنا ونسهر حتى لا يضيع منا هذا النصيب. ولنسبح الله على عمله الخلاصي ومحبته وأنه أعطانا أن ننتمي إلى السماء وأصبحت السماء وطننا، وأننا غرباء في هذا العالم فلا نتعلق به.
ونلاحظ:
الخدمة الأولي: تكلمنا عن الوصايا. والذي يتبع الوصايا يبدأ طريق التوبة.
والخدمة الثانية: تكلمنا عن التوبة. والتوبة تعطي استعداداً للمجيء الثاني.
والخدمة الثالثة: تكلمنا عن الملكوت. والمستعد ينال ميراث الملكوت.
المرادفات العشرة لكلمة الوصية:
والمرادفات العشرة وردت في المزمور الكبير أو المزمور (119) (118 في الأجبية).
1. وصايا: لأن الله أوصى بها، وأوصى بالعمل بموجبها. وحين يوصي الله بهذا فمما لا شك فيه أن هذا لصالح الإنسان.
2. ناموس: كلمة ناموس تعني قانون، فهي شريعة الله وقانون الله. وطالما هي قانون فمن يخالف قانون الملك يعاقب.
3. شهادات: هي تشهد لبر الله، وهي تشهد علينا (نح34:9).
4. حقوق: وهذا حق الله كملك ان نلتزم بقوانينه ، ومن يلتزم بها له مكافأة ومن يخالفها له عقوبته. وذلك بعدل الله.
5. طرق: هي طريق نصل به إلى النهاية الصالحة. (لاحظ المسيح هو الطريق).
6. فرائض: فهي مفروضة ومحتمة ولأنها إلتزام أبدي.
7. عجائب: هي عجيبة في قوتها وفاعليتها وصحتها. ولكن لا يشعر بقوتها إلا من اختبرها.
8. أقوال: فهي مقولة من الله (هي نطق إلهي).
9. كلمات: تكلم بها أنبياء الله ورسله بوحي من الروح القدس (المسيح كلمة الله).
10. أحكام: الله ضابط الكل وحاكم الكل حكم بها وأمر بفعلها وسيحاكمنا بمقتضاها وهي بحكمته قد أوصى بها (المسيح حكمة الله)
إذا عملنا بنصائح هذا المزمور وإلتزمنا بالوصية الإلهية، ستحفظنا بالقوة الإلهية الكامنة فيها، فكلمات الكتاب المقدس ليست وصايا خلقية أو مبادئ ونصائح اجتماعية إنما هي نطق إلهي يقف الله وراء كل كلمة قالها. يقال أن أحد القديسين وكان مشهوراً عنه موهبة إخراج الشياطين، استدعوه إلى منزل أحد الولاة ليشفي أبنته التي كانت مجنونة جداً بسبب وجود شيطان بها. وفتحت هذه الابنة الباب لهذا القديس ، فحالما رأته هاج الشيطان داخلها فصفعته على وجهه، فما كان منه إلا أنه أدار وجهه، فخرج الشيطان في الحال صارخاً "غلبتني بتنفيذك للوصية"
عناوين القطع:
· لكل قطعة هدف، وآية محورية تشير لغرض خاص ورسالة معينة.
· الأوقات التي كان داود يصلي فيها: الليل/ منتصف الليل/ الفجر/ الصبح/ سبع مرات / طول النهار/ كل حين/ (الآيات 20+ 55+ 62+ 97+ 147+ 148+ 164)
· المزمور عبارة عن (22) قطعة كل قطعة مكونة من (
أعداد كلها تبدأ بحرف واحد فالقطعة الأولى تبدأ آياتها الثمانية بحرف الألف، والقطعة الثانية تبدأ آياتها الثمانية بحرف الباء. وهكذا. وهذه الطريقة تسهل حفظ المزمور ليسهل ترديده.(المقصود بالألف والباء طبعاً ما يناظرهم في اللغة العبرية).
· غالباً كتب هذا المزمور داود بعد أن دهنه صموئيل بالدهن. (في رأي كثير من المفسرين).